{قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ} أي: كفر {فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ} أي: نقتله {ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ} في الآخرة {فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا} أي: منكرا يعني: بالنار، والنار أنكر من القتل. {وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى} قرأ حمزة والكسائي وحفص ويعقوب: {جَزَاءً} منصوبا منونا أي: فله الحسنى {جزاء} نصب على المصدر وهو مصدر وقع موقع الحال، أي: فله الحسنى مجزيا بها.وقرأ الآخرون: بالرفع على الإضافة، فالحسنى: الجنة أضاف الجزاء إليها كما قال: {ولدار الآخرة خير} [يوسف- 9]، والدار هي الآخرة.وقيل: المراد بـ {الحسنى} على هذه القراءة: الأعمال الصالحة. أي له جزاء الأعمال الصالحة.{وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا} أي: نلين له القول ونعامله باليسر من أمرنا. وقال مجاهد: {يسرا} أي: معروفا. {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا} أي: سلك طرقا ومنازل. {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ} أي موضع طلوعها {وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا} قال قتادة والحسن: لم يكن بينهم وبين الشمس ستر، وذلك أنهم كانوا في مكان لا يستقر عليه بناء فكانوا يكونون في أسراب لهم حتى إذا زالت الشمس عنهم خرجوا إلى معايشهم وحروثهم.وقال الحسن: كانوا إذا طلعت الشمس يدخلون الماء فإذا ارتفعت عنهم خرجوا يتراعون كالبهائم.وقال الكلبي: هم قوم عراة يفترش أحدهم إحدى أذنيه، ويلتحف بالأخرى.